الجمعة، 20 مارس 2020

لماذا لا تسقط الطائرة بمجرد تعطل المحرك؟

تدور في ذهن الكثير من المسافرين علي متن الطائرات تساؤلات كثيرة عن أمن وسلامة الطيران، خصوصا فيما يتعلق بسقوط الطائرة لأي سبب من الأسباب بما في ذلك تعطل أحد المحركات أو نفاذ الوقود وغيرها.
وفي الحقيقة فان مسألة سقوط الطائرة ليست بالأمر السهل فهناك الكثير من التدابير التي اخذت في الحسبان عند تصميم وتصنيع معظم الطائرات، أهمها الاستفادة من ظاهرة الطيران بالانزلاق Gliding وهي تحول دون سقوط الطائرات بسهولة أو بمجرد فشل المحركات أو نفاذ الوقود. ولتوضيح تلك التدابير، تقابلنا مع بعض خبراء الطيران الذين أعطونا اجابات شافية عن تدابير الأمن و السلامة التي تحول دون سقوط الطائرة بمجرد فشل المحرك أو نفاذ الوقود أو الطاقة. وكانت اجاباتهم كالتالي:
الطيران بالانزلاق يمنع الطائرة من السقوط عند تعطل المحرك

الطيران بالانزلاق يمنع الطائرة من السقوط عند تعطل المحرك

يؤكد خبراء الطيران أن الطائرة لا تسقط بمجرد تعطل احد المحركات أو حتي فشل جميع محركاتها. وذلك لأن جسم الطائرة مصمم بحيث يقوم بالدخول في وضع الطيران بالانزلاق أو Gliding وبدفع قوة القصور الذاتي التي اكتسبها من سرعته قبل فشل المحركات. ولكن أثناء وضع الانزلاق تقوم الطائرة بالهبوط تدريجيا مع انخفاض سرعتها المتولدة من قوة القصور الذاتي.
وهنا تتحكم عدة عوامل في مدي المسافة التي يمكن قطعها أثناء الطيران بوضع الانزلاق، مثل سرعة و اتجاه الرياح. فاذا كانت الطائرة تطير عكس اتجاه الريح فانها تقطع مسافة أقل من الطيران مع اتجاه الريح. و علي أية حال فانه في غالب الأحوال تستمر الطائرة في الطيران بوضع الانزلاق لفترة تمكن قائد الطائرة من الهبوط بسلام في أقرب مطار متاح أو حتي أقرب أرضية قابلة للهبوط.
و تعد أبعد مسافة قطعتها طائرة اثناء الطيران في وضع الانزلاق ما يعادل مائة ميل، وهذا الرقم مسجل باسم طائرة من طراز ايرباص A330 تابعة لشركة الطيران الكندية ترانسات كانت قد تعرضت الي حادث تسرب الوقود.

ما هي العوامل التي تزيد من المسافة المقطوعة بالطيران علي وضع الانزلاق؟

أولا: وزن الطائرة: كلما زاد وزن الطائرة كلما زادت سرعة الانزلاق ولكن لاعلاقة لذلك بالمسافة المقطوعة أثناء الطيران علي وضع الانزلاق. فاذا كان هناك طائرتين من طراز A330 احداهما محملة بحمولتها القصوى و الاخرى فارغة، فان كلتا الطائرتين سوف تقطعان نفس المسافة بالطيران علي وضع الازلاق، و لكن الطائرة المحملة ستكون أسرع من الفارغة. و هو عكس الاعتقاد السائد في أذهان الكثير عن أن حمولة الطائرة يمكن أن تتسبب في سقوطها.
ثانيا: طول جناح الطائرة وقوته: يلعب الجناح دورا هاما في طيران الطائرة علي وضع الانزلاق باتزان و تعتمد قدرة الطائرة علي الانزلاق علي تصميم جناحها، فكلما كانت أجنحة الطائرة أطول، كلما كانت قدرتها علي الانزلاق أعلي. لذلك تصمم الطائرات الخاصة برياضة الطيران الانزلاقي بأجنحة طويلة جدا.
ثالثا: امكانية توليد الطاقة: حتي في حالات تسرب الوقود وفقدان الطاقة يمكن الاستمرار في التحكم بالطائرة بسهولة، حيث تزود الطائرات بوسيلة توليد الطاقة الكهربية من طاقة الرياح عن طريق مروحة أو توربين هوائي، تثبت أسف جسم الطائرة و يطلق عليها Ram Air Turbine أو RAT.
رابعا: حالة الجو: حيث يكون الطيران في الأيام الممطرة أو الغائمة أسهل بكثير من الأيام الحارة. لأن الهواء الخفيف الذي ينتج عن ارتفاع درجات الحرارة يحتاج الي طاقة أكبر من المحركات للطيران بعكس الهواء الثقيل والمحمل ببخار الماء.
خامسا: مهارة قائد الطائرة: يحتاج التحكم بالطائرة خلال حالة الطيران بالانزلاق الي قدر عالي من المهارة و الذكاء والتدريب علي مثل هذه المواقف بالنسبة لكامل طاقم الطائرة و لقائدها بصفة خاصة. و ينبغي أن يكون هدف قائد الطائرة أثناء الطيران بوضع الانزلاق مركزا علي الوصول الي أقرب مطار أو أقرب مكان قابل للهبوط اضطراريا بسرعة وأمان.

تفضل باستفسارك